/ الفَائِدَةُ : (28) /
20/07/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / العلاقة بين الخالق والمخلوق / إِنَّ ما ورد في بيانات الوحي الْمَعْرِفِيَّة ، منها : بيان الامام الصادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن سَمَاعَة بْنِ مِهْرَانَ ، قال : « كُنْتُ عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل والجهل ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): اعرفو العقل وجنده ، والجهل وجنده تهتدوا، قال سماعة : فقلت جعلت فداك، لا نعرف إلا ما عرفتنا، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إِنَّ الله (جَلَّ ثناؤه) خلق العقل وهو أول خلق خلقه من الروحانيين عن يمين العرش من نوره فقال له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، فقال الله (تبارك وتعالى) : خلقتك خلقا عظيما، وكرمتك على جميع خلقي . قال : ثم خلق الجهل من البحر الاجاج ظلمانيا ، فقال له : أدبر فأدبر، ثم قال له أقبل فلم يقبل، فقال له : استكبرت ؟ فلعنه، ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جندا، فلما رأى الجهل ما اكرم به العقل وما أعطاه، أضمر له العداوة ، فقال الجهل يا رب هذا خلق مثلي خلقته وكرمته وقويته ، وأنا ضده ولا قوة لي به، فأعطني من الجند مثل ما أعطيته، فقال نعم، فإن عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك من رحمتي قال: قد رضيت، فأعطاه خمسة وسبعين جندا. فكان مما أعطى العقل من الخمسة والسبعين الجند: ... فلا تجتمع هذه الخصال كلها من أجناد العقل إلا في نبي أو وصي نبي أو مؤمن قد امتحن الله قلبه للايمان، وأما سائر ذلك من موالينا فإن أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود حتى يستكمل ويتقي من جنود الجهل فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الانبياء والاوصياء (عليهم السلام)، وإنما يدرك الفوز بمعرفة العقل و جنوده ومجانبة الجهل وجنوده. وفقنا الله وإياكم لطاعته ومرضاته» (1) . ـ براهينٌ وحيانيَّةٌ دالَّةٌ على أَنَّ التَّكليف أَو الدِّين والدِّيانة والخطابات الإِلهيَّة ، والعلاقة والرَّابطة الإلهيَّة ، والمسؤوليَّة التي يبديها الخالق سبحانه مع مخلوقاته قائمة على العقل ، سواء كانت في النشأة الدنيويَّة أَم الأُخرويَّة أَم الملكوتيَّة أَم الملكيَّة. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)بحار الانوار ، 1 : 109 ـ 111 / ح7 . أُصول الكافي ، 1/ كتاب العقل والجهل/17 ـ 18 / ح14